{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ} احتجاج عليهم في إشراكهم بالله يعني أفالله الذي هو رقيب {على كُلّ نَفْسٍ} صالحة أو طالحة {بِمَا كَسَبَتْ} يعلم خيره وشره ويعد لكل جزاءه كمن ليس كذلك. ثم استأنف فقال: {وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاء} أي الأصنام {قُلْ سَمُّوهُمْ} أي سموهم له من هم ونبئوه بأسمائهم ثم قال: {أَمْ تُنَبّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى الأرض} على {أم} المنقطعة أي بل أتنبئونه بشركاء لا يعلمهم في الأرض وهو العالم بما في السماوات والأرض فإذا لم يعلمهم علم أنهم ليسوا بشيء والمراد نفي أن يكون له شركاء {أَم بظاهر مّنَ القول} بل أتسمونهم شركاء بظاهر من القول من غير أن يكون لذلك حقيقة كقوله {ذلك قَوْلُهُم بأفواههم} [التوبه: 30] {مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَآ} [يوسف: 40] {بَلْ زُيّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ} كيدهم للإسلام بشركهم {وَصُدُّواْ عَنِ السبيل} عن سبيل الله بضم الصاد كوفي وبفتحها غيرهم ومعناه وصدوا المسلمين عن سبيل الله {وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} من أحد يقدر على هدايته {لَّهُمْ عَذَابٌ فِى الحياة الدنيا} بالقتل والأسر وأنواع المحن {وَلَعَذَابُ الأخرة أَشَقُّ} أشد لدوامه {وَمَا لَهُم مّنَ الله مِن وَاقٍ} من حافظ من عذابه.{مَّثَلُ الجنة التى وُعِدَ المتقون} صفتها التي هي في غرابة المثل وارتفاعه بالابتداء والخبر محذوف أي فيما يتلى عليكم مثل الجنة أو الخبر {تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} كما تقول صفة زيد أسمر {أُكُلُهَا دَائِمٌ} ثمرها دائم الوجود لا ينقطع {وِظِلُّهَا} دائم لا ينسخ كما ينسخ في الدنيا بالشمس {تِلْكَ عقبى الذين اتقوا} أي الجنة الموصوفة عقبى تقواهم يعني منتهى أمرهم {وَّعُقْبَى الكافرين النار}